فيضانات باكستان تحصد أرواح 111 شخصاً ومخاوف من القادم
فيضانات باكستان تحصد أرواح 111 شخصاً ومخاوف من القادم
تسببت الأمطار الموسمية والفيضانات التي تشهدها باكستان منذ يونيو الماضي في مصرع ما لا يقل عن 111 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، معظمهم في إقليم البنجاب، وسط تحذيرات من موجات طقس أكثر قسوة خلال الأسابيع المقبلة، بحسب ما أعلنت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.
وأكدت الوكالة الباكستانية، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن معظم الوفيات المسجلة خلال الأسابيع الماضية نجمت عن انهيار الأسطح والجدران، في مناطق تتسم بتردي البنية التحتية، لا سيما في الأبنية القديمة التي تصدعت نتيجة تساقط الأمطار المتواصل، مما حولها إلى مصائد موت للساكنين.
وسجلت التقارير الرسمية أن ما لا يقل عن 53 طفلًا لقوا حتفهم في هذه الحوادث، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وتسببت الأمطار في غمر الشوارع والطرق في عدة مدن رئيسية، خاصة في إقليم البنجاب، الذي شهد ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب المياه في شوارعه صباح الثلاثاء، ما أدى إلى شلل مروري واسع وتعطيل الحياة اليومية.
موجات مناخية قادمة
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية من أن الأمطار لن تتوقف عند هذا الحد، مشيرة إلى توقعات باستمرار الهطول الكثيف خلال ما تبقى من يوليو، وامتداده حتى أغسطس المقبل.
وأوضحت أن البلاد معرضة لخطر فيضانات نهرية واسعة النطاق بسبب ارتفاع منسوب المياه في الأنهار، خاصة في ظل امتلاء السدود وبطء تصريف المياه في المناطق المنخفضة.
وكشفت فرق الإغاثة أن البنية التحتية المتدهورة، خاصة في المناطق الريفية والأحياء العشوائية، لعبت دورًا كبيرًا في تفاقم حجم الأضرار والخسائر البشرية.
وقال مسؤولون إن عشرات الآلاف من المنازل تضررت، فيما تسببت الفيضانات في تدمير المحاصيل الزراعية على نطاق واسع، ما يهدد الأمن الغذائي في بعض المناطق.
تعزيز خطط الطوارئ
وفي هذا السياق، شددت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث على الحاجة إلى تعزيز خطط الطوارئ والإغاثة، مطالبة السكان في المناطق المهددة بالابتعاد عن مجاري الأنهار والانهيارات الأرضية المحتملة، مؤكدة أن الاستعداد المبكر قد ينقذ أرواحًا كثيرة خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل تصاعد الأزمة، دعت الحكومة الباكستانية المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة إلى التدخل العاجل لمساعدة المتضررين من الكارثة، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص حاد في خدمات الصحة والمياه والكهرباء.
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان الفيضانات الكارثية التي اجتاحت البلاد عام 2022، والتي تسببت حينها في نزوح الملايين وتدمير قرى بأكملها، وسط دعوات ملحّة لإصلاح نظام إدارة الكوارث وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة آثار التغير المناخي المتزايد.
أزمة التغير المناخي
يُعد موسم الأمطار الموسمية في باكستان من أبرز المظاهر المناخية التي تتأثر بوضوح بتغير المناخ العالمي، حيث أصبحت وتيرة الفيضانات أكثر حدة وتأثيرًا، وهو ما أكده تقرير سابق صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أشار إلى أن باكستان من بين أكثر الدول عرضة للكوارث المناخية رغم مساهمتها الضئيلة في انبعاثات الكربون.
وتبقى الأسابيع القادمة حاسمة في قدرة السلطات الباكستانية على الحد من الخسائر والاستجابة لاحتياجات مئات الآلاف من المتضررين، وسط ظروف مناخية تزداد قسوة عاماً بعد عام.